الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث رفع قضيتين من قبل عائلة الجدة محرزية من أجل حقها في السكن

نشر في  08 جويلية 2021  (16:50)

مرت ستة أسابيع على إخلاء الجدة محرزية وعائلتها من مسكنهم في انتهاك صارخ لحقوقهم وكرامتهم، تخللها اعتصام أفراد العائلة أمام منزلهم رفضا لهذا القرار الجائر. أفضت هذه القضية إلى موجة  تعاطف تلقائية من قبل متساكني الحيّ و العديد من المواطنين والمناضلين تنظمت تدريجيا و  تعددت من خلالها أشكال المساندة. و في هذا الإطار يهم لجنة دعم الجدة محرزية و عائلتها من أجل حقهم في السكن اطلاع الرأي العام  على مستجدات هذا الملف:

تعود  أطوار الحادثة إلى فجر الخميس 27 ماي 2021 حين تم اقتحام منزل الجدة محرزية الطرابلسي الدريسي -البالغة  من العمر ستة و ثمانون سنة- من قبل قوات الشرطة دون أي إعلام مسبق بوسط مدينة أريانة القديمة حيث تعيش منذ قرابة 70 عاما مع بنتيها وحفيدها في أوضاع اجتماعية هشة. و قد تم إخراج أفراد العائلة من مسكنهم بالقوّة العامة و بطريقة مهينة في غمرة الجائحة و تشميعه (إغلاقه)  خدمة لمصالح مضاربي العقارات وسماسرة المحلات التجارية الكبرى.

ومنذ ذلك التاريخ خاضت العائلة بمساندة متساكني الحي و لجنة الدعم و عدد من المنظمات الحقوقية جملة من التحركات المساندة للجدة محرزية تعددت أشكالها من وقفات احتجاجية أمام المحكمة و الولاية والبلدية  إلى لقاءات مع الوالي ورئيس بلدية اريانة مرورا برسالة مفتوحة إلى نواب الشعب عن ولاية أريانة و عريضة شعبية أمضى فيها عدد كبير من المواطنين والمواطنات إضافة إلى ندوة صحفية في مقر نقابة الصحفيين و حلقات نقاش امام المنزل للتعريف بقضيتهم ودفاعا عن حق العائلة في البقاء في مسكنها وإنقاذ هذا البيت العتيق من الهدم او بالحد الأدنى ضمان مسكن لائق للعائلة تعويضا على طردها.

و قد خِيضَت هذه التحركات وسط تجاهل تام من قبل السلطة لا سيّما أنّ مسؤوليها لم يكلّفو أنفسهم عناء التنقل والاتصال بالجدّة محرزية  إثر قرار الإخلاء  الجائر بل عمدو طوال محاولاتنا حثّهم على تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية إلى الاختباء وراء سياسة المماطلة و التسويف.

ووصلت الأمور إلى هرسلةٍ أمنية للاعتصام بهدف تشتيت الجهود و ذلك عبر استهداف أبناء الحي المرابطين أمام المنزل بالايقاف و إحالتهم على المحكمة بتهمة هضم جانب موظف الكيدية و المعتادة، و كذلك تهشيم المدرج الخشبي المصمّم من قبل مجموعة بلا عنوان و الذي تم اعتماده للقيام بحلقات النقاش أمام المنزل .

وبعد مرور  شهر من هاته الأحداث و التحركات قرّرت لجنة دعم الجدة محرزية و عائلتها تعليق الإعتصام و مواصلة معركة الحق في السّكن في أشكال أخرى أوّلها :

-رفع قضيتين من قبل عائلة الجدة محرزية بدعم من جمعية بَيتِي و ثلّة من المحامين المتطوعين في ما يخصّ الحق في البقاء و تعريض صحّة أشخاص للخطر في وقت جائحة من قبل الدولة.

-العمل على إرساء إئتلاف واسع للدفاع عن حق الطبقات الشعبية في السكن و المدينة. و سيتم الإعلان عن نشأته وأهدافه و تحركاته في الإبّان.

هذا و تتوجه عائلة الجدة محرزية و لجنة الدعم بالشكر لكلّ متساكنات و متساكني الحي و الصحفيات والصحفيين و كل المدافعين عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذين ساندوا هذه المعركة و أعطوا بذلك للحق في السكن زخما كبيرا يسمح بفتح آفاق جديدة للنضال ضد سياسات التهجير القسري للطبقات الشعبية من المدينة نحو تخومها و الضغط من أجل إرساء سياسات عمومية تضمن لهم بدل ذلك الحق في السّكن  اللائق والمدينة.

و  في الاخير تدعو لجنة دعم الجدة محرزية و عائلتها الجميع إلى مواصلة  متابعة القضية عبر صفحة الفايسبوك «الائتلاف من أجل الحق في السكن و المدينة» .